سورة التحريم - تفسير تفسير الواحدي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (التحريم)


        


{يا أيها النبيُّ لم تحرِّم ما أحلَّ الله لك} رُوي أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم دخل على حفصة في يوم نوبتها، فخرجت هي لبعض شأنها، فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى مارية جاريته، وأدخلها بيت حفصة وواقعها، فلمَّا رجعت حفصة علمت بذلك فغضبت وبكت، وقالت: أَما لي حرمةٌ عندك وحقٌّ؟! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اسكتي فهي حرامٌ عليَّ، أبتغي بذلك رضاك، وحلف أن لا يقربها، وبشَّرها بأنَّ الخليفة من بعده أبوها وأبو عائشة رضي الله عنهم أجميعن ذكوراً وإناثاً، وقال لها: لا تخبري أحداً بما أسررتُ إليك من أمر الجارية وأمر الخلافة من بعدي، فلمَّا خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من عندها أخبرت عائشة رضي الله عنها وعن أبيها بذلك وقالت: قد أراحنا الله من مارية، فإنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم حرَّمها على نفسه، وقصَّت عليها القصَّة، فنزل: {لم تحرِّم ما أحل الله لك} أَيْ: الجارية {تبتغي} بتحريمها {مرضاة أزواجك والله غفور رحيم} غفر لك ما فعلت من التَّحريم، ثمَّ أمره بأن يكفِّر عن يمينه.


{قد فرض الله لكم} أَيْ: بيَّن الله لكم {تحلَّة أيمانكم} ما تستحلُّ به المحلوف عليه من الكفَّار. يعني: في سورة المائدة.
{وإذ أسرَّ النبيُّ إلى بعض أزواجه} يعني: حفصة {حديثاً} تحريم الجارية وأمر الخلافة {فلما نبأت به} أخبرت به عائشة رضوان الله عليهما وعلى أبيهما {وأظهره الله عليه} أطلع نبيَّه عليه السَّلام على إفشائها السِّرَّ {عرَّف بعضه} أخبر حفصه ببعض ما قالت لعائشة {وأعرض عن بعض} فلم يُعرِّفها إيَّأه على وجه التَّكرُّم والإِغضاء {فلما نبأها به} أخبر حفصة بما فعلت {قالت من أنبأك هذا} من أخبرك بما فعلت؟ {قال نبأني العليم الخبير}.
{إن تتوبا إلى الله} يعني: عائشة وحفصة {فقد صغت قلوبكما} عدلت وزاغت عن الحقِّ، وذلك أنَّهما أحبَّتا ما كره رسول الله صلى الله عليه وسلم من اجتناب جاريته {وإن تظاهرا عليه} تتعاعونا على أذى رسول الله صلى الله عليه وسلم {فإنَّ الله هو مولاه} وليُّه وحافظه فلا يضرُّه تظاهُرُكُما عليه وقوله: {وصالح المؤمنين} قيل: أبو بكر وعمر رضي الله عنهما، وهو تفسير النبيِّ صلى الله عليه وسلم {والملائكة بعد ذلك ظهير} أَيْ: الملائكة بعد هؤلاء أعوانٌ.


{عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجاً خيراً منكن} هذا إخبارٌ عن قدرة الله تعالى على أن يُبدِّله لو طلَّق أزواجه خيراً منهنَّ، وتخويفٌ لنسائه. وقوله: {قانتات} مطيعاتٍ {سائحات} صائماتٍ.
{يا أيها الذين آمنوا قُوا أنفسكم وأهليكم ناراً} أَيْ: خذوا أنفسكم وأهليكم بما يُقرِّب من الله تعالى، وجَنِّبوا أنفسكم وأهليكم المعاصي {وقودها الناس والحجارة} أَيْ: توقد بهذين الجنسين {عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون} يعني: خزنة جهنَّم.

1 | 2